أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

أكبر الدول العربية المصدّرة للنحاس في سنة 2025


يشكل النحاس أحد أهم المعادن الأساسية التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، نظرًا لاستخداماته المتعددة في الصناعات الكهربائية والإلكترونية والبناء والطاقة المتجددة. وقد أصبح هذا المعدن الحيوي محورًا للاستثمار في العديد من الدول، بما فيها دول العالم العربي التي بدأت مؤخرًا في إعادة تقييم ثرواتها الطبيعية وتحقيق استفادة اقتصادية منها.


وفي هذا السياق، صدر تقرير جديد يسلط الضوء على الدول العربية الأكثر تصديرًا للنحاس خلال عام 2024، حيث كشف عن مفاجآت مهمة من حيث الأرقام والترتيب، وفي مقدمتها القفزة الهائلة التي حققتها المملكة العربية السعودية، والتي تربعت على رأس القائمة بفارق كبير عن باقي الدول.


ترتيب الدول العربية حسب قيمة صادرات النحاس لسنة 2024

وفقًا للأرقام الرسمية، فإن ترتيب الدول العربية من حيث قيمة صادرات النحاس جاء كالتالي:


السعودية: 590.6 مليون دولار


المغرب: 156.9 مليون دولار


موريتانيا: 127.5 مليون دولار


الإمارات العربية المتحدة: 1.3 مليون دولار


سلطنة عمان: 0.19 مليون دولار


السعودية: صعود صاروخي مدفوع بالإصلاحات الاقتصادية

تصدرت السعودية القائمة بإجمالي صادرات نُحاسية بلغت قرابة 591 مليون دولار، ما يمثل تحولًا نوعيًا في السياسة الاقتصادية للمملكة، التي عملت في السنوات الأخيرة على تنمية قطاع التعدين ضمن "رؤية السعودية 2030". وتهدف هذه الرؤية الطموحة إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.


وقد استثمرت الحكومة السعودية بكثافة في مشاريع الاستخراج والمعالجة والتكرير، وسهلت البيئة الاستثمارية لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، بالإضافة إلى إطلاقها استراتيجيات وطنية لتحديد مواقع المعادن وتوسيع عمليات التنقيب، مما مكنها من تحقيق قفزة نوعية خلال فترة وجيزة في تصدير النحاس والعديد من المعادن الأخرى.


المغرب: تاريخ طويل في التعدين

رغم الفارق الكبير مع السعودية، يحتل المغرب المرتبة الثانية عربيًا بصادرات نُحاسية وصلت إلى حوالي 157 مليون دولار. يتمتع المغرب بتاريخ طويل في قطاع التعدين، وهو من الدول الرائدة في تصدير المعادن، وعلى رأسها الفوسفات والفضة والنحاس.


تتركز أبرز مناطق استخراج النحاس في الجنوب الشرقي للبلاد، خاصة في جهة درعة-تافيلالت، بالإضافة إلى مشاريع جديدة تستهدف تعزيز القدرة التصديرية. كما أن المغرب يتجه نحو تطوير صناعة التحويل المعدنية لرفع القيمة المضافة وتعزيز التنافسية في الأسواق الدولية.


موريتانيا: مورد واعد يعاني من ضعف البنية

احتلت موريتانيا المركز الثالث بصادرات بلغت 127.5 مليون دولار. وهي دولة غنية بالثروات الطبيعية، مثل الحديد والنحاس والذهب، وتملك إمكانات كبيرة للنمو في قطاع التعدين، لكنها لا تزال تواجه تحديات في ما يتعلق بالبنية التحتية والتكنولوجيا والتمويل.


وعلى الرغم من هذه العقبات، فإن موريتانيا تُعتبر من أبرز الدول الأفريقية والعربية الواعدة في قطاع المعادن، ويتوقع أن تلعب دورًا أكبر في المستقبل إذا تم تحسين بيئة الاستثمار وزيادة دعم الدولة لهذا القطاع.


الإمارات وسلطنة عمان: أرقام متواضعة رغم الإمكانيات

في المقابل، جاءت الإمارات بصادرات نُحاسية محدودة لم تتجاوز 1.3 مليون دولار، بينما سجلت سلطنة عمان رقمًا أقل من ذلك بكثير، بلغ حوالي 190 ألف دولار فقط.


ويرجع هذا الأداء الضعيف إلى تركيز هذه الدول على قطاعات اقتصادية أخرى أكثر ازدهارًا مثل التجارة والخدمات والطاقة. كما أن الاحتياطيات المعدنية لديها ليست بنفس الوفرة التي تتمتع بها دول مثل السعودية أو المغرب. إلا أن هناك بوادر مشروعات صغيرة في هذا المجال يمكن أن تؤدي إلى تحسن تدريجي في السنوات القادمة.


هل تنضم دول عربية أخرى إلى القائمة قريبًا؟

يتوقع أن تشهد السنوات القادمة دخول دول عربية جديدة إلى قائمة مصدّري النحاس، أو صعود دول موجودة حاليًا في القائمة ولكن بأرقام ضعيفة. من بين الدول المرشحة نجد:


مستقبل التعدين في العالم العربي

ما يظهر من هذه الأرقام هو أن قطاع تصدير النحاس في العالم العربي لا يزال في بداياته، ولكن هناك مؤشرات قوية على نموه في السنوات المقبلة، خاصة مع التوجه العام في عدة دول عربية إلى تنمية قطاعات التعدين كمصدر بديل للدخل وتنويع الاقتصاد.


وتبقى السعودية نموذجًا يحتذى به في كيفية تحويل رؤية إستراتيجية إلى واقع ملموس، وهو ما يدفع باقي الدول إلى إعادة النظر في ثرواتها المعدنية والاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

Joby Maroc
Joby Maroc
تعليقات