يواصل المغرب خطاه نحو تعزيز بنيته التحتية للنقل السككي بمشاريع طموحة، أبرزها مشروع القطار فائق السرعة (TGV) الذي سيربط بين مراكش وأكادير. يأتي هذا المشروع في إطار خطط توسعة شبكة القطارات فائقة السرعة، بهدف ربط مدن المملكة الرئيسية وتعزيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية.
الجدول الزمني المتوقع
بحسب وزير النقل واللوجستيك، تم إنجاز حوالي 48٪ من الدراسات التقنية للمشروع، مما يعكس التقدم الملموس في المراحل التحضيرية. عند اكتمال المشروع، ستشهد المملكة تحسينًا غير مسبوق في شبكتها للنقل السككي، مع أوقات سفر قياسية، مثل:
- الدار البيضاء - مراكش: ساعة و15 دقيقة
- مراكش - أكادير: ساعة واحدة
- مراكش - طنجة: 3 ساعات
- الدار البيضاء - طنجة: ساعة و40 دقيقة
ميزانية ضخمة لدراسات تقنية معمقة
أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) عن تعبئة ميزانية قدرها 144 مليون درهم لإجراء دراسات جيولوجية وهيدروجيولوجية وجيوتقنية شاملة. تمتد هذه الدراسات لمدة 16 شهرًا، وتهدف إلى جمع المعلومات الضرورية حول طبيعة التربة والظروف الجيولوجية والهيدرولوجية للمسار المستقبلي للقطار. وتشمل الدراسات عمليات مسح جيولوجية سطحية واستكشافًا تفصيليًا للتربة والمياه الجوفية.
مواصفات المشروع ومراحله
المشروع، الذي يمتد على طول 239 كيلومترًا بين مراكش وأكادير، يتطلب استثمارًا يقدر بأكثر من 50 مليار درهم. يُتوقع أن تصل سرعة القطارات فيه إلى ما بين 250 و320 كيلومترًا في الساعة، مما سيقلص مدة السفر بين أكادير وطنجة من 9 ساعات إلى 4 ساعات فقط. كما كشف المكتب عن مخطط موازٍ لربط القنيطرة بمراكش عبر خط طوله 390 كيلومترًا.
الشركات المتعاقدة وأعمال التنفيذ
فيما يتعلق بالأعمال التنفيذية، فازت شركة China Overseas Engineering Corporation (Covec) بصفقة تطوير بعض مكونات المشروع التقليدي في الدار البيضاء بقيمة 1.34 مليار درهم، متفوقةً على عروض تحالفات فرنسية ومغربية. كما تم إسناد صفقات إضافية لشركات دولية ووطنية بمبالغ متفاوتة، منها GTR الفرنسية وTGCC المغربية.
الدينامية الإقتصادية والإجتماعية
يمثل الربط السككي بين أكادير ومراكش خطوة استراتيجية تعزز ربط شمال المغرب بجنوبه. أكادير، باعتبارها وجهة سياحية وتجارية رئيسية، ستستفيد بشكل كبير من هذا المشروع الذي سيخفض زمن التنقل إلى ساعة واحدة فقط بين المدينتين. إضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز الأنشطة الاقتصادية والسياحية، وتسهيل حركة الأفراد والبضائع.
خلاصة
مشروع التيجيفي مراكش-أكادير ليس فقط إنجازًا هندسيًا، بل هو خطوة محورية في ربط المدن المغربية وتعزيز التنافسية الاقتصادية للبلاد. مع تقدم الأعمال والدراسات، ينتظر المغاربة بفارغ الصبر لحظة تشغيل هذا المشروع الحيوي، الذي سيشكل نقلة نوعية في النقل داخل المملكة.
* تنبيه !
- سوف يتم نشر تعليقكم بعد مراجعته
- التعاليق التي تحتوي على كلمات نابية و أرقام الهواتف أو نشر روابط أو إشهار لجهة ما لن يتم نشرها.
- يرجى الكتابة بالحروف العربية أو اللاتينية.