كأس العالم 2030 ماذا سوف يستيفد المغرب من تنظيمه ؟


أخيرًا، المغرب سيستضيف كأس العالم 2030. ولكن السؤال المهم هو من أين ستأتي الأموال؟ ومن سيستفيد من هذا الحدث الكبير؟


محاولات المغرب السابقة لتنظيم كأس العالم

منذ عام 1994، حاول المغرب مرارًا تنظيم كأس العالم، ولكنه فشل في كل مرة. في التسعينيات، كانت البنية التحتية في المغرب غير كافية لاستضافة حدث بهذا الحجم، وفقاً للدكتور نجيب أقصبي. في عام 1994، كان 57% من سكان الريف المغربي يعيشون في عزلة، مع نقص كبير في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والتعليم.


محاولات فاشلة ولكنها متكررة

المغرب قدم طلبات لتنظيم كأس العالم في سنوات 1998، 2006، 2010، و2026، ولكنها باءت جميعها بالفشل. آخر مرة كانت في 2026، عندما خسر المغرب أمام الملف المشترك للولايات المتحدة، كندا، والمكسيك. ومع ذلك، استمر المغرب في المحاولة، حتى أعلن في نهاية المطاف عن شراكة مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030.


التحديات المالية واللوجستية

حسب دفتر تحملات الفيفا، تحتاج الدول المضيفة لكأس العالم إلى بنية تحتية رياضية تشمل 14 ملعبًا، سبعة منها يجب أن تكون جاهزة بالفعل أو قيد الإنشاء، والبقية تُبنى خصيصًا للمونديال. الملاعب يجب أن تستوعب على الأقل 40 ألف متفرج، بينما ملاعب نصف النهائي يجب أن تستوعب 60 ألف متفرج، وملعب النهائي يجب أن يستوعب 80 ألف متفرج.


الشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير

الحكومة المغربية وقعت اتفاقية مع صندوق الإيداع والتدبير (CDG) لتمويل تجهيز ستة ملاعب بتكلفة 9.5 مليار درهم، وإنشاء ملعب جديد في بن سليمان بسعة 113 ألف مقعد، ليكون الأكبر في أفريقيا. هذه المشاريع ستتم على مدى سبع سنوات، وستساهم في تجهيز المغرب لاستضافة كأس أفريقيا للأمم في عام 2025 وكأس العالم للأندية في عام 2029.


التمويل ومصادره

الدراسات تتوقع أن تكلف تجهيزات البنية التحتية الرياضية المغرب ما بين 19 إلى 21 مليار درهم. صندوق الإيداع والتدبير سيمول هذه التجهيزات، وهو مسؤول عن إدارة أموال المتقاعدين وشركات التأمين. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن تكلف البنية التحتية غير الرياضية مثل الطرق والمطارات حوالي 17 مليار درهم، بينما ستكلف مصاريف التنظيم حوالي 10 مليارات درهم.


المشاريع المرتبطة بكأس العالم

المغرب يعتزم تحسين البنية التحتية غير الرياضية بشكل كبير، بما في ذلك بناء شبكة قطارات فائقة السرعة بين المدن الرئيسية وتحسين المطارات لزيادة سعتها إلى 80 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030. هذه المشاريع ستسهم في تحسين الاقتصاد الوطني بشكل عام، وستكون مصادر تمويلها متنوعة بين الحكومة، الشركات الخاصة، القروض، والمنح.


الاستفادة الاقتصادية واللوجستية

على الرغم من التكاليف الكبيرة، يتوقع أن تساهم هذه الاستثمارات في تعزيز الاقتصاد المغربي على المدى الطويل. تجهيزات البنية التحتية الرياضية ستستخدم في تنظيم أحداث رياضية كبرى قبل كأس العالم، مما يعزز من القدرات التنظيمية والاقتصادية للمغرب.


خاتمة

كأس العالم 2030 يشكل تحديًا كبيرًا للمغرب، ولكنه أيضًا فرصة ذهبية لإظهار تقدمه وتحسين بنيته التحتية. النجاح في تنظيم هذا الحدث يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتمويلاً مستدامًا، ولكن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة تجعل هذا الاستثمار جديرًا بالاهتمام.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -